BenarousAbdelnour

       الملخص:

يستخرج النص العربي تحولاته وتفاعله مع الواقع من مؤشرات ومؤثرات تصوغ هذا الواقع بل وتصنع النص، وتعتبر الإيديولوجيا الرافد الأساسي على الأقل في نظر المفكرين نصيف نصار اللبناني وعبد الله العروي المغربي، وإن خالفت بينهما الجغرافيا حيث يكون نصيف نصار من المشرق العربي الاسلامي، ويكون عبد الله العروي من المغرب الإسلامي، ولعلّ الإحاطة ببعض مجالات نسقهما الفكري يعيننا على فهم النسق العربي الاسلامي ككل.

        ويستند نص الإيديولوجيا العربية المعاصرة إلى مرجعيات معلنة أحيانا وأحيانا أخرى مستترة، حيث يقوم بتحليل وتركيب الخطاب الإيديولوجي في فكرنا المعاصر، الأمر الذي يرتب علاقة خاصة بين النص وزمانه، وبين النص وما صدر من النصوص بعده، وبين النص في سياقاته وإشكالات تتجاوزه، وتحمل بدورها مرجعيات أخرى، تنفتح على آفاق جديدة في النظر والسؤال، ويقرأ نص الإيديولوجيا العربية المعاصرة في نظرنا، باعتباره المقدمة الكبرى للأبحاث التي تستوعبها الكتب الصادرة بعده.

حيث حاول  عبد الله العروي ربط الجذور القديمة لمفهوم للأيديولوجيا كرؤية مغايرة للواقع في الحق والعلم، ودراسة الأسباب التي تمنع العقل العربي من فهم واقعه بشكل مباشر، والتغلغل في بنية الأشياء.

        ولم يختلف ناصيف نصار عن العروي في التطرق للأيديولوجيا كمبحث رئيسي في الفكر العربي الاسلامي المعاصر، ذلك أنها ـ أي الأيديولوجيا ـ تعلب دورا رئيسيا في صناعة الواقع العربي والتأثير فيه، بل وصياغة تصوراتنا عنه، فهي تمنع الحوار المجتمهي أحيانا وتبنيه أحيانا أخرى.

ونحاول في هذه الأطروحة أن نتطرق لمفهوم الأيديولوجيا بين المفكرين العربيين ناصيف نصار وعبد الله العروي من خلال توضيح رؤية كل مفكر، وكيفية تشكلها تاريخيا وواقعيا، واظهار الاختلافات بين الرؤيتين وأجه الالتقاء والتداخل.